انفتح خط الاتصال، و استهلّيت بتحية عريضة
ريان: "أهليييييين يا عمر"
عمر: "مرحبتين حبيبي، وصلت طوكيو، وين نتقابل؟"
الوهقة.......ما توقعتها من سعودي....أنه يجي عالموعد بالضبط يعني!
جاني الشيطان و أقترح إني ألف و أدور معاه عبال ما أرجع الفندق و آخذ شاور و أرجع المحطة اللي نتلاقا فيها...
ريان: "الحمدلله عالسلامة ياخوي......يالله بس ربع ساعة "بالضبط" و بكون عند البوابة الشرقية في محطة "أكيبوكورو"، بتحصلني عند مكاين التذاكر".
وصلت محطة "أكيبوكورو" (اللي جنب الفندق) و أنا مستعجل للفندق رن التلفون مرة ثانية
عمر: "وينك أنت أنا صارلي ربع ساعة جنب البوابة"
ريان: "أنا الحين جاي استنى بس شوي، أنا الحين جايك ركض كلها دقايق و أكون عندك"
المشكلة كان وده يزفني عالتلفون بس المشكلة ما كان يعرفني زين....حسيت إنه رجل نظامي لدرجة إني نسيت أنه عربي....
رجعت الفندق و تسبحت و كشخت.....بعد ما احترق تلفوني من كثر ما رن....رديت.....
ريان: "يا دوب أنا من الزحمة ما سمعت رنة التلفون! ، يالله انا عند البوابة من مدة ياخي أنت وين؟" (و أنا طبعا أصلا لسا طالع من الفندق)
عمر: "اسمع نتلاقى عند ماكدونالدز المحطة أهون، عالأقل مافي زحمة"
سباق جري في شارع "أكيبوكورو" كنت أنا بطله، وصلت لقدام ماكدونالدز و تخبيت قلت أجمع انفاسي و أطلع بصورة إني انا اللي كنت أستنى موش هو.....أخيرا قابلته....
عمر العتيبي...سعودي مبتعث إلى اليابان لهدف تعلم اللغة اليابانية و يكون مسؤول إحدى البنوك العالمية اللي بتفتح فرعها في طوكيو....صارله أكثر من سنة مغترب، أثّرت فيه عيشة اليابان حتى على ملامح وجهه.... شكيت أنه سعودي أول ما التقيت فيه....
طموح بدرجة كافية لتحقيق أي حلم الواحد يفكر فيه، كثير البسمة بسبب أو بغير سبب....ما يكشر إلا في حالة واحدة.....إذا ضاع الآيفون حقه....
مولع بالالكترونيات و مسلسلات ال"أنيمي" اليابانية، كنت تقريبا عكسه تماما، أنا شخصيتي نوعا ما بدائية و ما أحب التكنولوجيا الجديدة و شاشات اللمس...وكان دايما العتيبي يعاتبني...إني انسان قديم و ما أواكب العصر، حتى مسلسلات الكرتون إللي لحقت أتابعها من موضة التسعينات... بس كان حسن التعامل و متفهم...و هذا الشيء هو اللي خلاني أسويله "لايك" على طول.
نرجع للأحداث....
بعد سلام حار و حديث الرسميات و "ما عليش تأخرت عليك تعرفني جديد عالبلد"
الكلام بيننا صار عفوي.... ولا كأني اتأخرت عليه ولا هم يحزنون، كل واحد يموّه للثاني إن الأمور "الحمدلله كلو تمام"
بس والله حسيت في داخلي أن عمر كأني أعرفه من زمان، و من أول لقاء لي فيه كانت فيه رسميات في الكلام، بس هالرسميات بدت تتلاشى بسرعة مع الوقت....
ريان :"ميت من الجوع".....
عمر: "و أنا كمان، خصوصا بعد المشكلة اللي صارت مع معلمتي اليوم ودي أحط حرتي كلها في الأكل.... (قالها و كأنه كان بيحط حرته فيني!) بس في واحد خوينا بيجي معانا..."
ريان: "ليش هو في غيرك خليجيين؟" (أدري سؤال غبي و عطاني نظرة حسيت إني تافه)
عمر: "يوه..على قفا من يشيل....بس هذا الأخ ما صارله إلا ثلاث شهور في طوكيو، قلت بالمرة أشوفه دام إني جيت هنا...ما عليك بيدخل القلب أول ما تشوفه...و على فكرة هو متأخر علي ساعة و نص"
قلت في نفسي....(الحمدلله إني مش الوحيد اللي مخرّب الليلة!)
مر الوقت و من اتصال لين اتصال، طلع الأخ ضايع في المحطة ، و قمنا ندور عليه...........
مرّينا على كل البوابات إلا الغربية....و نحنا رايحين للبوابة الغربية...
عمر: "شفته! هذا هو تشوفه ولا لا؟"...قلت في نفسي (أنا عمري ما قابلته كيف بعرف شكله....و عطيته نظرة احتقار)
عمر: "أيوه هذا هو، شوف هناك جنب الكوفي شوب" ....و قام يأشر بإصبعه..."هذا هو جاي"
قعدت أناظر....شفت غيمة شعر جاية صوبي.................... "كشّة" غريبة.....
انتهى الجزء الثاني
No comments:
Post a Comment