About Me

My photo
Liwa/AbuDhabi, Middle East, United Arab Emirates
My name is Rayan, I feel ok, and i'm in love with you =D

Saturday, May 31, 2014

الطريق إلى إينوياما (الجزء الأول): على فكرة، أنا جيت إجازة


صورة قديمة لي أنا و دحوم في حديقة "أوينو" في اليابان


صددت وجهي إلى الجنب الآخر من الفراش، لم أستطع النوم..ظننت أن المنبة سيستسلم قبلي...خاب ظني..ما زال مُصرّا... 

كان صوت المنبّه مريحا في بادئ الأمر فكان ذو طابع روحاني، و لكن تكرار النغمة أثار ضجري، و مازلت اتظاهر بالنوم من غير حراك....متربصا اللحظة التي سيلطم بها صديقي دحوم على جمجمة ذلك المنبه، و يعود للنوم مجددا

تشاْمت عندما سمعت صوت فراشه يزاح، فها هو واقف على قدميه و هو يردد اسمي لإيقاظي، و تعمّد احداث الضجيج بارتطام قدميه على أرضية الغرفة الخشبيه ذهابا و ايابا حتى يئست....نظرت إلى سقف الغرفة و صرت أردد "يالله صباح خير".... 

قتل صديقي دحّوم شياطين كسلي بتلاوته العذبة لصلاة الفجر، سكنت روحي قليلا و استقرت ليُسر تلك التلاوة و اعتدالها. كان ممارسا لفن الأكابيلا، أكيد بيتحفنا بالتلاوة يعني....و لكني شعرت بالخجل من نفسي....فتلاوتي تكاد أن تكون أقرب لقراءة الصحف و الجرائد
 
و ما إن انتهينا بالسلام، فإذا به يعبث بأدراج المطبخ مخرجا صندوقا يحوي عدة تمرات، و أصبح يردد "طاقة...طاقة"...
مددت يدي لأتناول بعض منها، فإذا بي أشفق على مظهرها اليائس...

كانت عابسة غابرة، ملمسها صلب كالحجر، متناثرة و كأن كل حبة في خصام مع الأخرى... و لكل أسف لم يبق غير هذا فطورا.... و "يالله صباح خير"...

ضحك لاستيائي من فطور الاتقياء الزهاد...و ما زلت أتساءل إن كانت هذه بداية موفقة لرحلة شقاء قد تطول إلى ال 12 ساعة متواصلة جريا على الأقدام....

لم أرد أن أظهر ضعفي أمامه فلم أسأله ان كان هناك وجبة افطار أخرى على الطريق...فنحن ذاهبون إلى جبل أينوياما لأول مرة... و لا نعلم حقا ما ينتظرنا على الطريق إلى هناك...و علمتني الحياة أن الرحلات مع الحج دحوم لا تخلو من المفاجآت....

 و لكن هذه المرة الأمر مختلف....فهناك قانونا وُضع للرحلة، سيجعل للتحدي من خلاله طعما خاصّا.... 


بدأنا في حزم الأمتعة و التجهيزات للرحلة...ثم توجه نحو محفظته و إذا به يفرغ محتوياتها على الأرض، التقط قليلا من الخردة و عدة قروش، و طرح الباقي جانبا  ...

 "ألفين ين بس"...

نظرت إليه مستغربا و ما زلت متحفّظا في عدم إظهار استيائي من القانون أو ضعفي للقبول لهذا التحدي...ذهبت أنا أيضا و أفرغت محفظتي من محتوياتها...

نعم....كان القانون أن لا يصرف أحدنا طوال الرحلة أكثر من 2000 ين....لا مبالغ أخرى للطوارئ و لا عودة لنا بأي وسيلة مواصلات إن ساءت الأمور...الذهاب و العودة ستكون على الأقدام و هذا لا تراجع فيه.

مازال صوت ال"عاقل" يردّد في أذني أن هذه الرحلة فكرة جنونية، فالمسافة تقارب ال 56 كيلومتر، و المصروف لا يكفي معدة قط... و أي عقل سيبقى منّي إذا من سيرافقني هو الجنون كلّه....

"جاي إجازة اليابان ها! إجازة طل!"

"وش تقول؟!"

"ولا شي، كنت أدعيلك"

انتهى الجزء الأول

No comments:

Post a Comment