About Me

My photo
Liwa/AbuDhabi, Middle East, United Arab Emirates
My name is Rayan, I feel ok, and i'm in love with you =D

Sunday, June 1, 2014

الطريق إلى إينوياما (الجزء الثاني): هيلا يا رمّانة





حددنا اتجاه الطريق بجهاز الأيفون…و قمنا بتمارين الاحماء و بمجرد أن فتحنا باب العمارة، و إذا بنسيم عفن ينطلق من فتحة الباب….ليلة عطلة….و رائحة الكحول تعم أرجاء الشارع، و يااااا ذي البداية المعفنة

"
أوقف شوي لا تتحرك"

أخرج من حقيبة خصره جهازا أشبه بحبّة رمّان، مازلت لا أدري المغزى من هذا الجهاز، و مازلت ملازما مكاني كالمسمار….التف من خلفي، و إذا به يفتح جيوب حقيبة الظهر الخاصة بي جيبا جيبا، و بدأ بالعبث بمحتوياتها بطريقة عشوائية وتّرتني

"
اخلص يا بوي، تراك أقلقتني"

أحسست بثقل الجهاز في حقيبتي

"
ذي بطيخة مو رمانة"..

 
طلب مني بعدها جهاز الأيفون الخاص بي…و بحركة سريعة على شاشة الجهاز فإذا بضجيج أطلق عنانه قلب حقيبة ظهري….حبّة الرمان أصبحت مذياع متنقل……, و هيلا يا رمانة!

 اكتشفت بعدها أنه لولا تلك الرمانة، لما أكملنا هذه الرحلة حتى النهاية
….

كانت بداية موفّقة، أبهرني دحوم بانطلاقته في البداية حتى أنه كاد يسبقني في جميع الحالات، كانت سرعة نسابق بها الريح  بشكل يظن المار فيه أننا لصوص في لحظة مطاردة حامية.

بدأ العرق يشكّل لمعانا على جبهتي رغم برودة جو الصباح، ظننت أنه سيتوقف بعد فترة…..

يمكن كيلو و يتعب دحوم…..ما زال….

٢ كيلو….. و لا بان عليه….

٥ كيلو….. "زي ما هوّا"….

كان كل منّا لا يريد أن يظهر للأخر تعبه و استسلامه…. و كان دحوم يقود مسيرتي في معظم الأحيان….إن كنت تقرأ هذا المقال يا صديقي، فقد أبهرتني حينها…. فلو كان شخصا أخر لتباطأ و تذمر…و ربما عاد أدراجه إلى السكن بالتاكسي و تركني وحدي


تفادينا التقاطعات لكثرة إشارات المرور التي أعاقت مسيرتنا، و قصدنا الحواري التي كلما مضينا نحو الهدف فإذا بمظهرها يتغير شيئا فشيئا، و كأنما نعود بالزمن إلى الوراء…..فكنّا نبتعد من ضوضاء المدينة إلى سكون الأرياف…..وين الناس! مافي حد! لسا نايمين؟ !





 
طبعا وجدنا بعض كبار السن في أماكن عدّة خلال الطريق، فمنهم من ينشر الغسيل على شرفة بيته، و منهم من يكنس الشارع، و منهم من يقوم برعاية و تجميل أزهار البستان الخاص به…
و كلما مررنا على أحدهم و صبّحنا عليه…فإذا بهم دائما يستقبلون تحيتنا بابتسامة ملؤها التفاؤل و السعادة رغم أن بعضهم من أكل العمر ملامح وجهه، خصوصا رد التحية (أوهايو جوزايمس ، أو صباح الخير) التي قد ينتهي بها النفس أحدهم عند النطق بها……حبيتكم يا شوّاب اليابان، عمره ما كان السن عذر لأحد فيهم أنه ما يكون فعّال في مجتمعه…..

انتهت بنا الحواري إلى طريق سريع، فبدأنا بالتسابق حتى ذلك الشارع، فتارة أسبقه و تارة يسبقني، و كان المذياع قد اختار اغنيتي المفضلة، و كنت أركض كالمجنون عند المقطع المفضل لي، توقفت عند مطلع الطريق السريع موطئا رأسي جاثيا على ركبتي التقط أنفاسي….

لمحت ظل دحوم يستكن بجانبي….

"
واااااااه!!! شوف شوف! لا بفوتك!"

و ما ان رفعت رأسي و إذا بي أفاجأ بأجمل لوحة فنية رسمتها الطبيعة…. بخضار عشبها على مساحة ملؤها الأفق، و هبوب الريح اليسيرة نفخت الروح في تلك اللوحة حتى أصبحت عرضا حيّا….استوقفني ذلك المنظر الخلاب، و ترك بصمته في ذاكرتي و كأنني أراه أمامي الان و أنا أكتب أحداث الرحلة….ممكن أنّي أبيع يوم من حياتي لكي أعيش تلك اللحظة مرة أخرى لخمس دقائق….

عظيم ذلك الشعور……..جعلنا نركض و نركض و نركض في تلك المساحات الخضراء كالأطفال، لم تعد الرحلة تهمّني في ذلك المكان بالذات، و رغم مضيّنا في المجهول….بلا متاع…. و زاد قليل….و معدتنا خلا منها حتى الهواء….إلّا أننا مضينا في تلك المساحات بلا تعب…ياااااااااه و الله يا دحوم كانت أحسن لحظة في كل رحلاتي لليابان منذ صعودي جبل فوجي…..

انتهى الجزء الثاني


2 comments:

  1. التحديات و المغامرات التي نعيشها ضمن حياتنا اليومية هي القصص التي سنحكيها بعد سنين طويلة لأبناءها و من يعلم ربما لعابر سبيل. ليس للعقل مكان و يكون الجنون هو سيد الموقف فهو ما يبعث فينا حب التحدي و الرغبة في الخوض فيه. فرغم الإرهاق و المسافة الطويلة، فإن ما ستغرق فيه أعيننا عند رؤية كمالية خلق الخالق، و مشاركة التحدي مع أشخاص أعزاء و الشعور الذي سينتابنا عند خط النهاية هم ما يجعلون الأمر جديرا بالمواكبة.

    ReplyDelete
  2. أي والله فعلا الشعور عند خط النهاية فعلا يعطي الواحد الحس بالإنجاز و ذكريات جميلة ما تتنسي

    كلام كبير يا باشا :P

    ReplyDelete