About Me

My photo
Liwa/AbuDhabi, Middle East, United Arab Emirates
My name is Rayan, I feel ok, and i'm in love with you =D

Thursday, June 5, 2014

الطريق إلى إينوياما (الجزء السادس): شقلوب روحاني

سبقني نحو الرصيف الخشبي، استقر عند الطرف الأقصى واضعا يديه على القاع محاولا رفع قدميه للأعلى شيئا فشيئا حتى استكن، ظلّ ملازما تلك الوضعية بكل ثبات و اتزان و كأنّه يستجمع قوى الطبيعة من حركة الرياح و تيارات المد و الجزر... 
 
هذه هي الوضعية التأملية التي يلجأ إليها دحوم عندما يصل إلى أقصى درجات الروحانية…..لم أتمالك نفسي من الضحك، و لم أفوّت فرصة أن ألتقط صورة لهذا المنظر العجيب  .



  

عشقت عيناي منظر السحب، و أنا أستلقي على أطراف رصيف القوارب الخشبي، فردت ذراعيًّ معلنا استسلامي للسماء 
 
أزاحت مخيّلتي ستارها عن شاشة عُرِضَ عليها جميع المواقف التي واجهتنا خلال الرحلة….استصعبت أن أعيش ذاك الفلم مرة أخرى في طريق العودة.... 
 
عقدت شياطيني اجتماعا طارئا لاختلاق عذر اقنع فيه دحوم أن نرجع بأي طريقة غير الجري…عرضوا عليّ استيائهم من قلة حيلتي و افتقاري للمال…. 
 
صدى صوت دحّوم يكرر في رأسي شيئا فشيئا…حتى استيقظت و شعاع شمس الظهيرة قد اخترق بؤبؤتي، حتى كاد أن يعميني 
  

  شعرت بركلات خفيفة على خاصرتي
 


 

ياخي بدري...ه"والله ما مداني أقيل )من كلمة قيلولة" (
 
"
خلنا نلحق عالحجيّة قبل لا تقفل المحل و يروح علينا التلفون" 
 
لملمت أمتعتي و أنا أتأوّه و أتأفَفَ، بدأ صبري ينفذ و كل ما أفكّر فيه هو التخلّص من ملابسي العفنة، و الغطس في ماء حمّام دافئ متبوعا بنوم عميق كنوم أهل الكهف 
 
لم نخطط العودة من نفس الطريق التي سلكناها عند طريق الذهاب، فبدأ دحّوم بسؤال العجوز عن أقرب طريق إلى "ناجويا" 
 
لاحظت تفاعلا مفاجئا من العجوز و هي تناقش دحوم على اتجاهات طريق العودة، فكانت علامات الذهول و الدهشة تعلو وجه العجوز و هي تردد 
 
"
سوجوي (عظيم" !(
 
لم تكتفي بذلك، فقامت بإعلام عصبة من الدرّاجين يتناولون القهوة في أحد طاولات المحل، و تعالت عبارات "سوجوي" من كل نواحي المحل 
 
استفسرت من دحوم عن العلّة، فاكتشفت أنهم لم يصدّقوا اننا قدمنا من ناقويا جريا على الأقدام 
 
أمسكت العجوز بيد دحّوم فجأة و سحبته نحو الشرفة، و بدأت تشرح له اتجاهات أقصر طريق إلى ناقويا 
 
أعادت الشرح مرّات و مرّات خوفا منها أن نضيع أو نتعب في منتصف الطريق، كانت تكثر التمنّي لنا بالتوفيق حتى أحسسنا بالحرج و الخجل من طلبنا للمساعدة من الأساس.. 
 
آآآآآآه كان توديعها لنا من باب المحل المحفّز الوحيد الذي جعلني أكمل طريقي للعودة….أكثرت الانحناء و جعلت تنادي  
 
"
جانباري!، جانباري! (شدّوا الحيل)" 
 
وقفنا جنبا إلى جنب نتأمّل الأفق….ذاك هو الهدف! 
 
"
ثلاثة و عشرين كيلو، و سينتهي كل شيء!" 
 
"
طيب، شغّل الرمانة يا دحّوم" 
 
حاول تشغيل الرمانة، لم تصدر أي صوت….بدأ دحّوم يرتبك 
 
"
الرمانة يا خالي!" 
 
بدا يعبث بجيوب حقيبتي بحثا عن الرمانة ليتفحصها، توقّف عن العبث فجأة….ثم أخرجها ليريني إياها 
 
و كانت الطامّة الكبرى…وميض أحمر 
 
صمت مفاجئ….تبادلنا نظرات حادّة….أخذ كل منا زهيقا عميقا تبعناه بزفير التعاسة 
 
"
أجل ثلاثة و عشرين كيلو" 
 
"
صبرك يا أيوووووووووب" 

No comments:

Post a Comment