About Me

My photo
Liwa/AbuDhabi, Middle East, United Arab Emirates
My name is Rayan, I feel ok, and i'm in love with you =D

Wednesday, June 4, 2014

الطريق إلى أينوياما (الجزء الخامس): مطعم أبو اللي خلفونا

كنّا نصرخ كالمجانين…لم نربح المليون و لكن، تعلّقنا بالأمل في الوصول رغم شدّة الألم و التحمّل عزّز الشعور بهذا الانجاز العظيم….نفخ البحر على وجهي نسيمه العليل فسكنت نفسي…و ارتفعت حواجبي ذهولا بعلوّ الجبال التي تحول البحيرة، كان المنظر أخّاذا….


الجميع يحدّق….فأحدنا مشلول يجرّ رجله بيديه، و الآخر مهلوس يترنّح يمنة و يسرة……لم أكن على وعي، فسال لعابي  لرائحة الشواء اندلعت من مدخنة ذلك الكوخ المتواضع

كان جوعي يرسم  لي أطباقا أحبّها من صنع أمي، قرصان…سليق…كبسة….ورق عنب…. سئمت عندما نظرت لما تبقّى لي من مال…..إنّ واقع الحال على الأرجح أن يكون نصيبنا…."علب سردين"…

وقفنا على مشارف الكوخ، لم تكن هناك عتبة لنضع فيها أحذيتنا فدخلنا بها، و جاءت من داخل المطبخ تسعى

"
أيراشاي ماسي (أهلا و سهلا)"

كانت عجوز خمسينية، طلتها البهية و ترحيبها المُلِح أشعرنا و كأن هذا الكوخ ملك لنا، و لكن هناك ما أثار توتّري من خلف ستار المطبخ…. عبوس زوجها و هو ينظر نحونا…شممت رائحة غضبه عند سماعي ارتطام السكين القوي  على لوح الخشب هو يقطع الخضار

بدا له أن دحّوم كان يحدّق في قوام ابنته و هي تخدم الزبائن….بينما دحّوم كان ممعن النظر نحو الأطباق الشهية التي كانت تحملها….. كانت أشبه بقطع سمك مشوية بأسياخ خشبية مطلية بصلصة ال"صوي" ….

"
مشاوي يا ولد!"…. على الأقل بدا لنا أنها مأكولات بحرية، و لكن الحقيقة كانت كل البعد عن ذلك

تركني دحوم خلفه و ذهب نحو دورة المياه، و ما زالت أنظار العجوز تلاحقه

كانت هناك عدة طاولات أرضية في الجانب الأيمن من المحل، فاضطررت لخلع حذائي لكي تتنفس قدمي…..ما أن خلعت جاربي اللآخر حتى سمعت زحزحة الكراسي من حولي….فجأة الجميع التقط طعامه و ذهب إلى الجانب الأقصى من المطعم

نعم تنفست قدماي…. و لكن كدت أن أخنق الجميع….إنّه جرابي المعفن، من قوة رائحته عجزت التقاطه حتى بأطراف أصابعي

و ما أن تربّعت أسفل طاولة حتى بدأت بتدليك مفاصلي و قدمي، كان شعورا مريحا و مؤلما بنفس الوقت..

خرج دحوم من باب الحمام متوجها نحوي، فشلت محاولتي في أيقافه من خلع حذائه فقد فات الأوان….

اتسع محيط الرائحة إلى الضعف…. و من وقاحتنا كنّا نضحك…فلا حيلة لدينا لوضع حد لهذه المشكلة، شعرت بالخجل من نفسي فبدأت بتغطية قدمي بالجاكيت الخاص بي..

الجهاد في سبيل الله كان في أرقى صوره عندما حافظت العجوز على ابتسامتها و هي تدخل محيط تلك الرائحة، ربما اختفت لديها حاسة الشم بسبب كبر السن….ربّما

كانت قائمة متواضعة بها خياران فقط….إما التوفو (جبنة الصوي النباتية)….أو التوفو….الأول مشوي، و الأخر نيء..

"
هذيلا يصيدون سمك ولّا توفو من البحيرة" ، تعجّب دحوم.

غريبة في أن يكون المطعم الوحيد المطل على البحيرة يحوي مطبخه فقط على التوفو، و لكن كانت الأسعار مناسبة، ٥٠٠ ين مع طبق رز و ماء…..

"
اثنين من المشوي يا خالة!"

استدارت و توجهت نحو المطبخ لتحضير الطعام، لم ننتظر كثيرا حتى جائتنا ذات الأسياخ التي ظننا أنها تحوي قطع سمك

الخلاصة….أسوأ وجبة أكلتها في اليابان منذ مجيئي إلى اليابان لأول مرة…..أسوا حتى من ال"ناتتو"!

أنهيت الأسياخ كلّها و  أنا أحاول اقناع نفسي بطعمها اللذيذ….و أظهر دحوم استياءه من الطبق فأبقى القليل منها و اكتفى بالأرز..

أتكأ دحوم على جانبه، و أدار رأسه نحو المدخل…..لفت نظره ماكينة البوظة الناعمة…نظر إلي و سدّد نحوي سؤالا

"
ريان كم باقيلنا فلوس"

"
ليه!"

"
بالله عليك شوف المكينة ذيك…ما نستاهل حلا بعد التعب كله؟"

كان القرار صعبا عندما استوقفتي لوحة مكتوبة على الماكينة..(٢٥٠ ين)

"
ياخي مش كأنها كثير؟"

بدأت أحسب القروش التي تبقّت

"
بقيت ألف ين و خمسين قرشا لكل منّا"

غامرنا بالمبلغ، أخذ دحوم نكهة الفراولة، و كانت حصتي من نكهة الساكورا (أوراق الربيع)….لا أعرف كيف صنعوها و لكن كانت في قمّة الانتعاش!

أردنا الاسترخاء لبعض الوقت، فقررنا النوم على سطح رصيف القوارب الخشبي…على نسيم البحر و منظر الطبيعة






عبّأت القوارير بالماء المجاني من حنفية المطعم، و طلب دحوم من صاحبة المطعم أن يشحن هاتفه من محوّل الكهرباء الخاص بالمطعم حتى نرجع من القيلولة….



انتهى الجزء الخامس

2 comments:

  1. يالها من مغامرة متعبة بالفعل، من الخمسة أجزاء أشعر و كأن الرحلة امتدت أسبوعا كاملا لا يوم،،
    ويال هذا الشراب الذي كتم أنفاس الناس - بيشتكي عليك يوم القيامة- هههه p:

    ReplyDelete
  2. ما خليت شي، كل التفاصيل كتبتها!

    ReplyDelete