About Me

My photo
Liwa/AbuDhabi, Middle East, United Arab Emirates
My name is Rayan, I feel ok, and i'm in love with you =D

Tuesday, November 8, 2011

ذكرياتي مع أبو داحم و السيد تموضع : الجزء الرابع

السعادة.....الغالب منا قد ضحى بالكثير للحصول على جرعة منها....ربما أتت أجيال و مضت و لم يدركوا حتى أبسط أنواعها.....أما انا....فكانت أمام عيني....



لن أنسى تلك اللحظة التي رأيت فيها السعادة مرسومة بأزهى ألوانها على وجه عمر عندما وقع ناظره على لوحة المطعم....مضى قدُما نحوه.....سال لعابه...... نسي من حوله....ولا كلمة....حتى وصلنا إلى مدخل المطعم....استقبلنا احد الموظفين بتراحيب حارة....شعور رائع....لم أشعر فيه إلاّ في محلات بلد حضاري كاليابان....فجميع الموظفين بمنظر أنيق و بطلّة بشوشة...



*فاصل إعلاني *

الترحيب المبالغ فيه عادة معروفه في عامة المحلات في اليابان......كان هذا السيناريو الغالب خلال زيارتي للبلدة....و لكن هناك بعض المواقف الغريبة حدثت لي مع بعض محلات "السوبر ماركت" خصوصا في ساعات متأخرة من الليل.... و تتم مراحل هذا السيناريو على النحو التالي:



"لا أحد في المحل"....هذا دائما ما يخيل للزائر من خلال منظر المحل من الخارج......و لكن بمجرد وضع يدك على مقبض الباب..... يرن جرس مطلقا نغمة موسيقية غرضها الأساسي امتاع الزائر، ولكنها تتركه في حيرة...."وين الناس؟ مافي أحد؟"



فجأة....عملية أشبه بعملية سطو مسلح...خطوات تتسارع من منفذ لا تراه في آخر المحل.....قلبك تتسارع دقاته و أنت في صراع مع قدميك...لا تدري أتبقى في المحل أمام ال"كاشير" أم تطلق ساقيك مسرعا إلى الخارج... و في بغتة تظهر لك موظفة في قمة حماسها خلف الكاشير تهلل و ترحب بصوت أنثوي ناعم رقيق يملأ المكان و يريح المسامع..



و قبل أن تلتفت....تلاحظ موظفين آخرين يعملون في قمة نشاطهم...دائما ستتساءل باستغراب..."من وين طلعوا هذول!!!" .....

*انتهى الفاصل*



نرجع للقصة



كان مقعد دائري. امتد على عرشه الكابتن عمر (بدون منازع)، و استلمنا أنا و دحوم الأطراف، جاء المضيف نحونا و عرض علينا قوائم الطعام....




لازمنا الصمت أنا و دحّوم بسبب عدم إدراكنا حتى أساسيات اللغة اليابانية، و تركنا الكره في الملعب بين عمر و المضيف......بالأحرى كنّا "زي الأطرش في الزفة".....


أبهرنا عمر بقدرته على التفاهم و طلب الطعام....أمْطَرتُ عليه مديحي بقدرته على تحدث اليابانية بطلاقة حتى أدركت خجله عندما غيّر وضعية جلسته و أعدَل نظارته بإصبعه....ثم وجّهت انتباهي نحو دحّوم الذي لم تتسنى لي الفرصة للتعرف عليه..

"أقول عبدالرحمن...كيف الحال؟" عبارة كان المفروض أن أقولها عند لقائي به عند محطة القطار....و لكن الجوع كافر...

امتدت بيننا الأحاديث و الضحكات... و اتضحت في ذهني صورة عبدالرحمن التي غلب عليها الغموض لحظة لقائي به...

عبدالرحمن هو مجرد "فكرة" غير مجرّدة، قد يكون حديثي معه قد مرّ عليه دقائق، لكني شعرت خلالها بحديثي مع شخصية نادرة وجودها، و سيأتي اليوم الذي سأفتخر فيها بمضي هذه الدقائق مع شخصية سيكتب لها التاريخ عظمتها....

سرّه في غموضه، مميز حتى في التميّز حيث لا يمكن تصنيفه في قائمة البشر العاديين.... مزيج من الهزل و الجد لدرجة قد يصعب بعض الناس التعامل معه...حتى جلسة الصمت معاه تصبح أحلى جلسة وناسة...

لأول مرة في حياتي أقابل شخص يشاركني مخيلتي في "الكوميديا" و لكنه تخطى مخيّلتي بمراحل....بمعنى أصح كان "يفهمها و هي طايرة" دائما......صدمني عندما أخبرني أنه مخرج أفلام قصيرة و ممثل مسرحي و هو لم يتجاوز سن ال 18 ...

لاحظ الكابتن عمر المضيف قادم من بعيد حاملا أطباق الطعام....تأهب بنزع نظارته ثم ال"جاكيت"، عرضت عليه المنديل ليزيل من فمه اللعاب...لم يأبه بي و أسند يديه على طاولة المقعد قابضا الشوكة و السكين...وصلت نصف الدجاجة المسكينة أمام عمر...

"انسوني قليلا" قالها عمر قبل اطلاق العنان على الدجاجة المسكينة...

شرعنا نحن الثلاثة إلى تناول العشاء، و أكثرنا من الطعام حتى ملأنا البطون و امتسحت الصحون....

لمحت عمر يمزمز القطرات الأخيرة من مشروبه....و لم يتبقى من الدجاجة إلا عظامها.....

ذهب عمر و دحوم الى "التواليت" للغسيل..... و لكن اتأخروا....

انتظرت لدقائق حتى جاءني عمر، "وين دحوم؟" سألته

"قاعد يصور في الحمام"

استغربت...."طيب لو حد شافه؟"

"المصيبة أنه كان يصوّر و الباب مفتوح!"

يا ترى ماذا كان يفعل دحوم في الحمام....تابعوا الفديو....

No comments:

Post a Comment