About Me

My photo
Liwa/AbuDhabi, Middle East, United Arab Emirates
My name is Rayan, I feel ok, and i'm in love with you =D

Monday, June 2, 2014

الطريق إلى أينوياما (الجزء الثالث): أصغر منّي بيوم، أعقل منّي بسنة


عبرنا الساحة الخضراء إلى الجهة المقابلة من الجسر، بدأت الرياح تحمل معها أوراق أزهار وردية، اتجهنا نحو مصدر الرياح حتى استوقف طريقنا مجري نهر اصطفت أشجار الساكورا بجانبه ترحيبا بنا، لم أتمالك نفسي فأخرجت "قمرتي" من حقيبتي.



تموضعت لألتقط صورة عند هذا المكان….رغم ندرة التقاطي للصور عند السفر …لكن كنت في حاجة لأحبس أنفاس تلك اللحظة في صورة للذكرى…فقد لا تتوفر لي الفرصة في أن أرى ذات المنظر مرة أخرى في حياتي


تابعنا الطريق بجانب مجرى النهر و كنت أتقدم دحوم ، و إذا بي أشعر بجماعة تتبعني….و ما أن التفت ورائي فإذا أتفاجأ بدحوم يتوسط فتيات صغار و هو يهتف متحمسا "واحد، اثنان! واحد، اثنان!" و هنّ يتبعنه…..


لا أدري من أين أتى بهم أو كيف تبعوه و لكن تبيّن لي بعدها أنّه لقيهن في الطريق و عرض عليهن التسابق حتى نهاية المجرى….زاد المشاركين و اشتعلت روح التحدي ، و بدأنا نترأس السباق حتى كاد أن يختفن من ورائنا، ثمّ رفعن راية الاستسلام بتوديعهم لنا من بعيد...

مضت قرابة الساعة و النصف منذ انطلاقنا دون توقف….بدأت أشعر بالجوع يعصر معدتي، و بدأت سرعتي بالتباطؤ…..يجب أن نقف


"الفطور يا بن الناس….الفطور!"

"طيب يلا دخلنا الحارة اللي جنبنا، أكيد بنحصل بقالة"


و من يمين و يسار، و تقاطع بعد تقاطع، توغلنا في دهاليز الطرقات حتى لمحنا لائحة "لاوسون" من بعيد، ركضنا مجددا، و كانت اللائحة تقترب و تقترب و تقترب….تسابقنا على مقبض الباب…."ايراشاي ماسي" (تحية دخول المحل)….أخيرا…..وصلنا أول استراحة.

كمية أكبر بسعر أقل….هذه كانت استراتيجيتي و أنا أتحرّى رفوف المنتجات المختلفة….وضعت سقف مصروفاتي حينها ٤٠٠ ين فقط لا غير…..كان فقط علي اختيار أكبر كمية ممكنة من الطعام بهذا المبلغ الزهيد.


انتهى بي المطاف بسلة تحوي الأتي:

خبز البطيخ، لفائف قرفة، عبوة حليب و زبادي تفاح و كل منها يقارب سعره ال ١٠٠ ين…. وقع الاختيار على كل منهم بعد منافسة شديدة بينها و بين اخواتها من السلع، نعم….كانت حسنة هذه المنافسة أنّه تعرفت على مختلف السلع اليابانية و الفروقات بينها من حيث الكمية و السعر.



 

"الله يرحم أيام العز، كنت أدخل البقالة و اشتري بلا مبالاة"

التجأنا إلى ظل أحد لائحات المحلات المغلقة، و جلسنا على درجات المدخل المطل على
مواقف السيارات….أفرغ كل منا كيسه من الغذاء و بدأنا نتشاطر بعضه بيننا، كان منظرنا مزريا ينقصه خلفية لحن حزين ليكتمل به فلم "البؤساء"

كنت أحدّق فيه و أنا لا أصدّق….ابن ال٢١ ربيعا لديه في جعبته من المغامرات و التحديات ما ليس لأربيعيني (٤٠) ….ما زالت ملامح الاستغراب تعلو وجهي هو يسرد علي أحاديث و قصص رحلاته إلى غابة للتطوع في التشيك حيث الحياة البسيطة….نار على حطب…."شاور" في مجرى النهر البارد…غذاء خضري خالي من البروتين….جلسات تأمل داخل الكهوف و الغارات…..لقد لحظت تأثير هذه الرحلة على شخصيته….أصبحت أقرب إلى البساطة….أقرب إلى الطبيعة.

لم ينته عند هذا فحسب…ازداد اعجابي بهذه الشخصية النادرة…خصوصا عندما حدّثني عن جولته حول اليابان بمروره على جميع المحافظات ال٤٧ مع خليله يوسف بحقيبة ظهر لا غير…حيث كان يلجأ للحدائق و الطرقات للخلود إلى النوم طوال الشهر و النصف….و لكن في النهاية تمكّن من انجاز المهمّة.


بدأت أراجع نفسي….كم من الوقت تبقى لي…. و سجل انجازاتي خالي من التحديات و المغامرات….يا ترى ما الذي قد رآه و لم أراه، ما سر تلك الروح الجائعة للتحدي و المغامرات…..نسيت أنني أعيش إحداها….الذهاب إلى جبل أينوياما جريا على الأقدام بمسافة لا تقل عن ال ٥٦ كيلو.


غيَرنا المواضيع و استرجعنا بعض الذكريات المضحكة…..عمر و حديقة الحيوان في يوكوهاما….جاكيت المطر الطويل...رائحة الكمبودي في تاكادانوبابا….هيبو و طبق ال"شابو شابو"…. ماضي مطفّر على خسارته في لعبة كورة…..دحوم يهزَء أحدهم ضيّع فرصة هدف…..و الكثيييييير من الذكريات..


بدأت ضحكاتنا تتعالى على سٍيَر المساكين...


أعتذر منك يا صديقي هيبو (عبدالوهاب)، أكاد استسلم للضحك المتواصل كلمّا سمعت قصصك، ربما اتقان تقليد دحوم لطريقتك في التعاطي مع المشاكل هي السبب….ربما هي عفويتك التي لا يفهمها الكثيرون هي السبب….ربما…"أنت كذا كوميدي"و أنت لا تدري….رغم كل هذا يا صديقي تمنّيت أن تكون معنا تلك اللحظة….لجعلت لهذه الرحلة
جوّا آخر تماما!


صورة قديمة لي مع دحوم و هيبو على طبق شابو شابو
 

الصبّان، رغم معرفتي المتواضعة بك التي لم تستغرق ال ٢٤ ساعة منذ وصولي ناجويا، إلّا إنك لم تسلم من تقليد دحوم لك ، كان يضرب على وتر دمجك للمصطلحات اليابانية أثناء التحدث بالعربية، لاحظت مهارتك في ذلك، و قد تكون السبب في تأسيس لغة عامية جديدة للمبتعثين في اليابان…و شكلك "مرة مرة أموشيروي (عظيم) في ذا المجال"

بعد أن انتهينا من الفطور، تابعنا طريقنا نحو الجبل…..لكن ضيّعنا الطريق و بدأت بطارية الأيفون في النفاذ…." و يا زين البلاوي معاك يا دحوم"...

انتهى الجزء الثالث.







2 comments:

  1. جميلة هي الصحبة الصالحة، و جميل أن يكون لنا صديق ذا طموح يحثنا على المثابرة..
    تلك الأوقات التي نقضيها معهم سواء كانت جداََ، أو لهو هي خلاصة عشرة،
    فالصداقة ليست مجرد تعارف بل هي مواقف و تلاحم أرواح...
    فكما يقال لولا وجود الأصدقاء المقربين لفقدنا ملح حياتنا..
    لفتة،، "100 ين للفطور، انظر للناحية المشرقة فقد تعرفت على منتجات يابانية جديدة" ��،،

    ReplyDelete
  2. أي والله صدقتي في طاري العشرة ، رغم أنهم بعيدين عنّي في المسافة بس قريبين عندي في القلب

    يا ليتني تعرفت عليهم من زماااااااااان

    ReplyDelete