About Me

My photo
Liwa/AbuDhabi, Middle East, United Arab Emirates
My name is Rayan, I feel ok, and i'm in love with you =D

Tuesday, June 3, 2014

الطريق إلى أينوياما (الجزء الرابع): أمك ما ربّتك على كذا يا ريان




ضايقتنا المركبات التي كانت تعيق طريقنا باستمرار… لم نستطع الحفاظ على سير منتظم….لازم نطلع للشارع العام….

لسوء حظنا بدأت درجة الحرارة ترتفع، و الشمس استقرت وسط السماء… و بريق أشعتها يكاد يُرى لمعانه على صلعتي للأعمى من بعيد….

وقفنا على رأس الطريق العام جنبا إلى جنب…..لفّ رأس كل منّا نحو الآخر…و عين كل منا تقدح منها شرارة التحدّي

"
الطريق السريع….٤ كيلو….جاهز؟"

هززت رأسي مؤيَدآ للسباق….

امتدّت أناملي نحو جهاز الأيفون….أغنيتي المفضلة….

Nyte: Searching for light

و ما أن بدأت الأغنية حتى انطلقنا… كان سباقا حاميا….و لكن كان دحوم يسبقني طوال الوقت…كلّما أردت أن أتعدّاه لم أستطع….فلم تعد سرعتي كما كانت….





ظننت أن عضلاتي بدأت في التهالك.. و لكن لم أتوقف

اختفى دحوم من أمامي….لم أتوقف

سأصل جريا يعني سأصل جريا….لن أتوقف!!!!

ظهرت أمامي أول لوحة كتب عليها "جبل أينوياما" تمكنت من قراءتها بفضل من قاموسي المتواضع لحروف الكانجي…ها هو دحوم ينتظرني آخر الشارع….وصلت إليه و أنا ألهث حتى يكاد صدري يسقط من مكانه….



الطريق لم يعد كالسابق، فبدأ بالتصاعد و أصبح الجري مجهدا….أحسست بشيء في أسفل جلدي يؤلمني… تعرقلت حركتي قليلا…تجاهلت الألم مرة….مرتان….ثلاثة…..توقفت….

أزلت حذائي لأرى ما بقدمي…فإذا برائحة تندلع من بطن حذائي…..لا ليس حذائي…..إنّه شرابي المعفن….

ماذا تقول عن تأثير تلك الرائحة فيني…إذا كان دحوم الذي يبعدني قليلا قد فقد توازنه وقع مغشيا عليه….ضحكت عندما تذكرت أني لم أبدل هذا الشراب من مجيئي إلى اليابان…"أمك ما ربّتك على كذا يا ريان!"…

فحصت جلد قدمي و لاحظت بعض الفقاقيع تتكون على الجلد بسبب الضغط المتواصل و شدة إحكام الحذاء على قدمي…."أكيد بتطلع ريحة معفنة….من الكتمة!"

لا أعذار للتوقف…لبست ذات الشراب مجددا و أرخيت خيوط الربط قليلا حتى ترتاح قدمي….و انطلقنا مجددا….

وقفنا على إطلالة قرية صغيرة…..و قررنا أن نمشي قليلا….كان دحوم دليلي طول الرحلة… لكني أصبحت أشك في ذلك…..كان يتوقف فجأة عند كل منعطف…ينظر يمينا، يحك رأسه، ينظر يسارا…ارتكز على خاصرته….….حتى استسلم و نطق

"
احنا وين الحين؟!"


لم نعتد على منظر قرية يابانية كتلك…..مزارعها قاحلة عقيمة كأنها من بقايا دمار القنبلة الذرية…..بنيان مكوّم بعضه فوق بعض…طرقات صغيرة متشابهة مضللة لمن يسلكها….و كنا نحن الضحية…دحوم في ضياع، أنا في ضياع، الأيفون صار يألّف خرائط "على كيف كيفك"…بدأت علامات الاحتضار تبدو عليه...

استغرقنا طويلا و نحن في دائرة الضياع….ضجرنا….سخّر الله لنا ماكينة عصير تعترض طريقنا…عصير ليمون….أحلى انتعاش….و لكن ماذا بعد! وين لوحات جبل أينوياما!؟

"
ريان! ٨ كيلو بس!!"

"
يوووووووه….تعبت ياخي والله ما أقدر أمشي و ذا الجهاز صارله من نص ساعة و هو ٨ كيلو…"

"
هذي المرّة أكيد، تشوف الشارع نلف يسار و طوالي لين راس الجبل…"

"
يالله بسم الله توكلنا عليه…"

ما أقول إلّا حسبي الله و نعم الوكيل…ما يستشير المجنون الّا اللي أجن منه

أرى بصري يضعف….الشمس استقرت فوقي و كأني أحملها على رأسي…..بدأ السراب يحتل الأفق…..شعرت بالدوار…..

ارتمينا عند مخرج محطة وقود مهجورة….و اتخذنا قار الشارع سريرا






"أكتب وصيتك ترا يمكن تكون الغفوة الأخيرة"

"
تستهبل أنت و وجهك…تخيل عاد نموت هنا…والله ولا حد يدري عنا"….

اتكأت على جانبي الأيمن…..فقدت بصري شيئا فشيئا……ظلام……

لم أستمتع بقيلولتي حتى أيقظني بركلات خفيفة على خاصرتي….



"
شوووووووووود!!! ما بقا غير ٥ كيلو"

أفرغت عبوة الماء على وجهي حتى استرجعت نشاطي…ها نحن نمشي مجددأ!

واصلنا المشي حتى استوت بنا الأرض، علمنا أننا قد وصلنا أعلى الجبل….

بحيرة….كوخ صغير…قوارب تجديف…صيادي السمك….

جثوت على ركبتي رافعا رأسي نحو السماء… و صرخت بأعلى صوت لي…..

"
إينووووووويامااااااااااا"

انتهى الجزء الرابع


No comments:

Post a Comment